الوقف

تعتقد الإغاثة الإسلامية أن للوقف قيمة اقتصادية راقية تعتمد عليها في تمويل مختلف مشاريعها الخيرية. وهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أول من أوقف وقفاً في الإسلام، وأول من أمر الناس بتحويل صدقاتهم إلى وقف.

والوقف، بمعنى الحبس، هو إعطاء ممتلك ما (نقدي أو عيني) لهيئة خيرية بحيث يبقى أصله كما هو ويصرف من عوائده لتمويل أعمال خيرية متعددة. وهو بذلك يعتبر صدقة جارية، بل هو أفضل أنواع الصدقة.

ومشروعيته أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب قط ما هو أنفس عندي منها فما تأمرني فيها؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: "إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها غير أنه لا يباع أصلها ولا يبتاع ولا يوهب ولا يورث".

ولا شك بأن من أفضل الوسائل لاستمرار تدفق ريع المشاريع الخيرية التي تسعى لمكافحة الفقر والحرمان والجهل والمرض لضمان حياة أكثر استقراراً تكمن في الوقف الذي تعتبره الإغاثة الإسلامية واحداً من أوسع أبواب الخير.

يقول (السيد حشمت خليقة مدير الوقف): "قمنا بتخصيص صندوق خاص لتبرعات الوقف إحياء لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يهدف لرفع مستوى معيشة الفقراء والمتضررين". وإلى جانب ذلك يهدف المشروع أيضا، إلى "الحفاظ على أصول الوقف كي تستفيد منه أجيالنا القادمة، وضمان وفرة الدعم لتمويل مشاريع مؤسستنا مستقبلاً".

وإذا كان الوقف صدقة جارية، فهي تضمن لصاحبها استمرار جريان أجره وعدم انقطاعه بعد رحيله عن الدنيا، فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وقد قال الشيخ سيد سابق في (فقه السنة) بأن "المقصود بالصدقة الجارية (الوقف)".
ولعل أفضل هدية يمكن أن تقدمها لنفسك أو لشخص حبيب إلى نفسك -سواء كان حياً أو توفاه الله-، هي أن تشتري سهماً وتضع اسمه عليه ثم تهديه له، فيجري الثواب بجريان العطاء وبصورة مستدامة، بحيث يصل الخير إلى المحتاج المعدوم ويٌكتب الأجر للمتبرع الكريم.


كلمة تلخص دور الوقف في التاريخ الإسلامي
"بفضل الوقف الذي ترعرع إبان الإمبراطورية العثمانية، كان بإمكان الإنسان أن يولد في بيت للوقف، وينام في سرير للوقف، ويأكل ويشرب في ملكية الوقف، ويقرأ في كتب الوقف، ويدرس في مدارس الوقف، ويتلقى مرتّبه من إدارة الوقف، وعندما يتوفى يوضع في كفن للوقف، ويدفن في مدفن للوقف"