صيغ الوصايا
يكتب الديون التي له، عند فلان لي كذا، وعند فلان كذا وكذا، ويكتب الديون التي في ذمته عندي لفلان كذا، وعندي لفلان كذا، ويكتب الأمانات التي عنده فيقول: عندي لفلان أمانة في موضع كذا وكذا، وقدرها كذا، أو نوعها كذا، أو عندي وصية أبي أو وقف جدي، أو أبي الذي فيه كذا وكذا فيفصل ذلك حتى لا يبقى في ذمته شيء، وذلك لأنه إذا مات، ولم يكتب وصاياه، ولم يكتب ديونه ثم جاء الغرماء إلى ورثته، وقالوا: إننا نطالبه بدين مقداره كذا، فالورثة قد لا يصدقونهم، وقد يأتيهم من هو كاذب ربما يكون أحدهم صادقا، ويتورع عن الحلف، أو لا يجد بينة فلا يأتيه حقه؛ فيبقى الميت معلقا بدينه، ويؤخذ في الآخرة من أعماله، وكذلك قد تضيع حقوقه، وديونه التي على الناس مع حاجة ورثته إليها؛ فلذلك يتأكد أن يحتاط ويكتب ما كان عنده من أمانات ومن وصايا وأوقاف وديون، وغيرها.
وقد كتب كثير من المشايخ نماذج للوصايا صغيرة، أو كبيرة حتى طبعت رسالة في نحو عشرين صفحة مكتوب عليها كعنوان: هذه وصيتي، في مقدمتها فضل الوصية، والاحتياط لها، وما يكتبه، وما الديون التي له، والأملاك التي لي، والديون التي علي، والأملاك التي أنا شريك فيها، وكذلك -أيضا- أوصي بكذا وكذا، على وصيي أن يعمل بكذا وكذا.
وبعضهم اختصر النموذج، وجعله في صفحة، أو في صفحتين، وجعل فيه بياضا يكتب فيه الموصي اسمه واسم الوكيل الذي يوصيه، وبياضا -أيضا- لما يريد أن يثبته في ذمته من الديون، أو الحقوق، أو ما يوصي به من المال كثلث أو ربع أو خمس، وما يريد أن يجعله في تلك الوصية من المال أو نحوه، أو من أعمال بر، إذا حصلت على هذا النموذج وكتبته، ففي مقدمة وصيتك ذكرت فيه أو أشغلت فيه الفراغ الذي في وسطه، واحتفظت به فإن ذلك أولى وأحرى وأجدى.
معلوم -أيضا- أن الموصي في حياته يغير ما يريد، فيزيد في وصيته، ويغير فيها، وينقل إذا أراد إذا قال -مثلا- إذا مت فبيتي يصير وقفا، ثم بدله في حياته فباعه واحتاج جاز له ذلك، أو نقله من بيت إلى بيت جاز ذلك؛ لأنه في حياته يملك التصرف في وصيته بزيادة، أو بنقص، أو بتغيير، أو نحوها؛ وذلك لأنها لا تثبت إلا بعد الموت.