في توحيد الله عز وجل
الحمد لله، الذي جعل التوحيد قاعدة الإسلام وأصله ورأسه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بكمال الذات والأسماء والصفات، والمقدس في كماله وأفعاله وأقواله عن مشابهة المخلوقات، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اكمل الخلق توحيدا وأولوهم عملا وأتقاهم لله رب العالمين، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فقد قال الله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، - إن الدين عند الله الإسلام). ا!لها المسلمون. اعلموا أن من أوجب الواجبات على العبد معرفة توحيد الله- عز وجل- وما يضاده من الشرك، ذلك لأن التوحيد هو القاعدة والأصل والأساس لدين الإسلام، الذي لا يقبل الله عملا إلا به، ويغفر لمن أتي به إن شاء، ولا يغفر لمن تركه، قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر إن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، ولهذا كانت كلمة الإخلاص أفضل الكلام وأعظمه، فأعظم آية في القران- آية الكرسي- (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا القه دخل الجنة.
والتوحيد ثلاثة أصولي: توحيد الربوبية.. وتوحيد الأسماء والصفات.. وتوحيد الألوهية، والأصل الأول توحيد الربوبية، ويطلق