منذ بداية عهدها كمدينة تدفق الذهب قبل أكثر من قرن مضى ، أصبحت مدينة جوهانسبرج الجنوب أفريقية ملتقى الحضارات وإناء عملاق تمتزج فيه الثقافات المختلفة.
لذك كان من الطبيعي أن يخرج استاد سوكر سيتي ، التحفة المعمارية لبطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا والتي تنطلق منافساتها في جوهانسبرج في 11 حزيران/يونيو المقبل ، إلى النور في شكل الوعاء أو ثمرة "قرع العسل".
والقرع هو ثمرة كبيرة تشبه اليقطين وتنمو فرق الأرض مباشرة وعادة ما يتم تجويفها واستخدامها كوعاء أو آلة موسيقية في أفريقيا. وتملأ ثمرة القرع بالجعة ويتم تمريرها على الناس في الأعياد ولكنها أيضا يمكن استخدامها كطبلة أو تحويلها إلى آلة كورا (آلة موسيقية تشبه الهارب).
وتوضح مدينة جوهانسبرج : "تمثل ثمرة القرع في جوهرها تقدير أفريقيا العظيم للحياة كما أنها تجسد روح أوبونتو الخاصة بنا (فلسفة أفريقية عن المشاركة الإنسانية)".
كان اختيارا ملهما لتصميم الاستاد الذي سيستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي بأول بطولة كأس عالم في أفريقيا ، ومما يساعد على إبراز هذا التصميم بشكل أكبر هو ألوان الاستاد البراقة.
ويتميز الاستاد العملاق الذي يسع 88 ألف متفرج وتكلف تجديده ما بين 4ر3 مليار راند (465 مليون دولار) و8ر3 مليار راند (520 مليون دولار) بأنه منقط بأكسيد الرصاص والفسيفساء الملونة التي تتوهج في ضوء الغروب القرمزي.
وفي الليل ، يتحول شكل الاستاد على نحو يبعث أفكار الطهي.
فأثناء انشغال الجماهير الموجودة داخل الاستاد بإمتاع نفسها بالإثارة والحماس ، سيتم إضاءة الاستاد من أسفله ليصبح أشبه بوعاء طهي عملاق فوق نيران متوهجة.
كما يتميز موقع استاد "سوكر سيتي" بالرمزية.
فأكبر استادات أفريقيا يقع بضاحية سويتو التي كانت معقل مقاومة نظام الحكم العنصري المتبني لسياسة الفصل العنصري خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي كما أنها إحدى مراكز القوى في كرة القدم الجنوب أفريقية.
وتضم سويتو أكبر خصمين في الكرة الجنوب أفريقية والفريقين صاحبي الشعبية الكبرى بالبلاد ، أورلاندو بايرتس وكايزر شيفس.
ودأب الفريقان على خوض مواجهاتهما الثنائية على استاد سوكر سيتي وسط ضجيج الآلاف من آلة فوفوزيلا ، وهي آلة نفخ بلاستيكية لا تفارق جماهير كرة القدم المحلية.
وعلى مساحة 300 ألف متر مربع يرتفع استاد "سوكر سيتي" كبناء عملاق ، فهو يفوق حجما استاد "ويمبلي" الجديد بلندن أو استاد "عش الطائر" ببكين ولكنه بني في زمن أسرع كثيرا من الاستادين السابقين. فقد استغرق بناء "ويمبلي" على سبيل المثال خمسة أعوام مقابل ثلاثة أعوام تقريبا لسوكر سيتي.
وداخل الاستاد ، ترتقي صفوف المدرجات برتقالية اللون بدرجة تسمح للجميع بمشاهدة واضحة لأرض الملعب. وقد نفدت جميع تذاكر مباراتي الافتتاح ، بين جنوب أفريقيا والمكسيك في 11 حزيران/يونيو ، والنهائي اللتين ستقاما على هذا الاستاد.
وتأمل الجماهير الجنوب أفريقية أن يستلهم منتخب البافانا بافانا الحالي روح الفوز من منتخب البلاد السابق الذي أحرز لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1996 عندما فازت جنوب أفريقيا على تونس 2/ صفر في النهائي لتحرز لقب البطولة باستاد سوكر سيتي.