لظروف الطباعة ولتأخر مباراة الجزائر و إنكلترا أكتب هذه المقالة قبل أن اعرف النتيجة النهائية وقبل أن تجري المباراة ( الحدث نفسها ) ...
وحتى لا أكون متشائما سأقول إن النتيجة بحد ذاتها ليست مهمة بقدر ما هو الأداء والروح القتالية وحتى أكون دقيقا أكثر فقد تابعنا جميعا كيف فازت الأرجنتين على كوريا الجنوبية برباعية ولكني أكاد أجزم أن " ريق ماراودنا ومعه 40 مليون أرجنتيني نشف ) قبل أن يُعلن الحكم عن نهاية المباراة التي قدم فيها الكوريون روحا قتالية وكادوا أن يتعادلوا عندما كانت النتيجة 2/1 ومن لم يتابع المباراة يعتقد أن الأرجنتين ألتهمت كوريا بسهولة وهو أمر غير صحيح لهذا وجدت الكوريين سعداء بمنتخبهم علما أنني اسكن بالقرب من المطعم الكوري الجنوبي الوحيد في دبي وأعرف الكثير من زواره وكللهم أجمعوا على أن منتخبهم الذي لم يتوج بطلا لآسيا منذ 46 عاما أي منذ 1964 وكان وقتها أحرز اللقب ثلاث مرات متتالية وغاب عنها كل هذا الوقت ولكنه في الوقت نفسه يتأهل لنهائيات كؤوس العالم للمرة الثامنة ... نعم الثامنة والأولى بدأت عام 1954 وكان بطلا لآسيا ولكنه خسر من المجر 9/0 ومن تركيا 7/0 أي اهتزت شباكه 16 مرة في مباراتين أي بعبارة أخرى كان " ملطشة ومسخرة " في تلك البطولة ( التي خسرت فيها المانيا أمام المجر 8/3 ثم هزمتها في النهائي 3/2 رغم أنها كانت مهزومة 2/0 في أول عشر دقائق ) .....
كوريا هذه نظمت نفسها وتعلمت من ( خسارتها ) ووصلت إلى نصف نهائي كأس العالم 2002 بعدما هزمت بولندا والبرتغال وأيطاليا وإسبانيا ثم خسرت من المانيا بهدف في النصف نهائي وهو ما أراه أعجازا يفوق الأنجاز لبلد آسيوي فيما نحن العرب مازلنا نبحث عن ذاتنا وعن طريقة ما تجلعنا نترك المونديال ببصمة ولو ( مجهرية ) ونكتفي بالحديث عن مآثر 78 و82 و86 و94 ومن يومها ونحن نشارك فقط كمالة عدد فيما الآخريون يتطورون ....
وحتى لا نتهم بأننا متشائمون أقول أن المنتخب الجزائري والكرة الجزائرية مرت بظروف سيئة لسنوات طويلة فرضتها الظروف السياسية والأمنية في البلد وجاء المنتخب ليوحد الجميع تحت راية الجزائر وللأمانة فلم يكن الجزائريون أنفسهم يتوقعون أن يتأهل منتخهم لنهائيات كأس العالم وهاهم رابع إفريقيا وفي المونديال وهو أنجاز طيب ولديهم كوكبة رائعة من اللاعبين صغار السن مثل بودبوز إبن العشرين وجمال عبدون وعدلان قديورة إبني ال 24 وكارل مجاني أبن ال 25 والبقية ليسوا اكبر بكثير وهو ما يبشر بمستقبل أفضل للكرة الجزائرية إن تم تجميع اللاعبين قبل فترات معقولة وصهرهم ضمن بوتقة واحدة منسجمة ولهذا فيجب أن لاتكون مباراة أنكلترا مهما كانت نتيجتها سوى محطة من محطات كثيرة يجب الإستفاة منها ومن دروسها سلبا أم أيجابا ...