يجد كثير من السياسيين في منافسات كرة القدم سبيلا لزيادة وهجهم وقابليتهم لدى الناخبين في بلدانهم .. يفعلون ذلك من خلال الحديث عن هذه الكرة والتعمق في حيثياتها خاصة فيما يذهب إلى النتيجة والتوقع .. ونحن لا ننكر عليهم ذلك ما دام أن الأمر يخص بلدانهم .. وأحسب أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعبر عن رغبة حقيقية وهي تتمنى وتتوقع فوز بلادها على أستراليا بهدفين نظيفين .. لكن الاستجابة حضرت مضاعفة هذه المرة وبدل الاثنين أربعة.. وعليه أتمنى أن تزيد من رقم توقعاتها خلال اللقاءين المقبلين لعل ألمانيا تحقق نتائج كبيرة تطلق الخوف والتوتر داخل المرشحين الآخرين .. من أن تلتهمهم الماكينات الألمانية أيضا، وحينما يطالهم الخوف يغشاهم التوتر ثم يبدأون بفقد مخزوناتهم المهارية واللياقية .. وبعدها يتسنى لألمانيا تحقيق الفوز السهل عليهم.
وعلى عكس ميركل كان النجم الهوليوودي جون ترافولتا حاسما قبل المباراة بتوقعه بنيل الألمان خسارة مذلة .. كيف لا وهو يعشق فريق الكانغرو حتى الثمالة ويتوقع له الفوز المدوي .. وحقيقة فقد أصابنا ترافولتا بالحيرة، وإن كانت حيرة غير مستغربة في كاس العالم لأن الأمور تبدو مختلطة بين الفائدة والاستمتاع .. وحينما يحضر النجم الهوليوودي ليشير إلى أنه مغرم بمنتخب أستراليا لكرة القدم وقوله للاعبيهم "أرغب في إثارة حماسكم وأن أجلب الحظ إليكم" فهو مبالغ بلا شك .. لأنه لو قال إنه يعشق منتخب السباحة الأسترالي وهو المنتخب الذي يشار إليه على أنه الأفضل عالميا .. أو حتى تحدث عن منتخبهم للركبي .. أو رياضة ركوب الجمال المنتشرة هناك لصدقناه .. لكن كرة القدم الأسترالية وخلال كأس العالم .. فنقول له " ابحث عن غيرها يا ترافولتا ".. ولعل حدسنا قد صدق بأن يبحث عن غيرها حينما علمنا أن تعلقه هذا مرده أنه سفير للنوايا الحسنة واختياره تم من قبل شركة طيران أسترالية عملاقة ويبدو أن هذا هو مكمن العشق .. وهنا أتمنى على الألمان أن يقدموا الأهداف الأربعة هدية لترافولتا .. لعله يجد فيها بعض تسلية خلال وجوده في جنوب أفريقيا، لكن على ميركل أن تحتفظ بما زاد عن رصيد توقعها لأنه حقها .. وهنا يبدو أن منافسي أستراليا من اليابانيين والكاميرونيين سيتسابقون على ترافولتا لعله يتوقع فوزا آخر لمن هو سفير لطيرانهم .. لأن في ذلك سبيلا لتحقيق نتيجة كبيرة .. في الوقت نفسه عليهم أيضا .. أن يشغلوا ميركل بالسياسة عن الرياضة لأنها تتوقع وتصدق .. فإن فعلت فليدعوا الله أن يكون توقعها بسيطا من حيث العدد لأن حدسها ينتج الضعف.
"نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية"